بسم الله الرحمن الرحيم
نقدم لكم تباعاً قصائد شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم ( حسان بن ثابت ) رضي الله عنه .. حتى يكتمل ديوانه بإذنه الله..
فمن لديه قصيدة ويريد إضافتها فليتأكد من صحتها وسلامة طباعتها :
أسَألتَ رَسْمَ الـدّارِ أمْ لَـمْ تَسْـألِ
بينَ الجوابـي، فالبُضَيـعِ، فحَوْمَـلِ
فالمَرْجِ، مَرْجِ الصُّفَّرَيْنِ، فجاسِـمِ،
فَدِيَـارِ سلْمـى، دُرَّسـاً لـم تُحْلَـلِ
دِمَـنٌ تَعَاقَبُهـا الـرّيـاحُ دَوَارِسٌ،
والمُدْجِناتُ مـن السِّمـاكِ الأعْـزَلِ
دارٌ لقـومٍ قــد أراهــمْ مــرةً
فـوق الأعـزَّة عزُّهـم لـم يُنْقَـلِ
لله دَرُّ عِـصَـابَـةٍ نادَمْـتُـهُـمْ،
يوْمـاً بجِلّـقَ فـي الـزّمـانِ الأوَّلِ
يمشونَ في الحُللِ المُضاعَفِ نسجُها،
مَشْيَ الجِمالِ إلـى الجِمَـالِ البُـزَّلِ
الضّارِبُون الكَبْشَ يبـرُقُ بيْضُـهُ،
ضَرْباً يَطِيـحُ لَـهُ بَنـانُ المَفْصِـلِ
والخالِطُـونَ فَقِيـرَهـمْ بِغنيّـهِـمْ،
والمُنْعِمُونَ على الضّعيـفِ المُرْمِـلِ
أوْلادُ جَفْنَـةَ حـوْلَ قبـرِ أبِيهِـمُ،
قبْرِ ابْنِ مارِيَـةَ الكريـمِ، المُفضِـلِ
يُغشَوْنَ، حتى مـا تهِـرُّ كلابُهُـمْ،
لا يَسْألُـونَ عـنِ السّـوَادِ المُقْـبِـلِ
يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَريـصَ عليهِـمُ
بَـرَدَى يُصَفَّـقُ بالرّحِيـقِ السَّلسَـلِ
يُسقَوْنَ دِرْياقَ الرّحِيقِ، ولـمْ تكـنْ
تُدْعـى ولائِدُهُـمْ لنَقـفِ الحَنْـظَـلِ
بِيضُ الوُجُوهِ، كريمَـةٌ أحسابُهُـمْ،
شُمُّ الأنـوفِ، مـن الطّـرَازِ الأوّلِ
فَلَبِثْـتُ أزْمانـاً طِـوَالاً فِيـهِـمُ،
ثـمّ ادّكَـرْتُ كأنّنـي لــمْ أفْـعَـلِ
إمّـا تَـرَيْ رأسـي تَغَيّـرَ لَوْنُـهُ
شَمَطـاً فأصْبَـحَ كالثَّغـامِ المُحْـوِلِ
ولَقَـدْ يَرَانـي مُوعِـدِيَّ كأنّـنـي
في قَصْرِ دومَـةَ، أوْ سَـواءَ الهيْكـلِ
ولقَد شرِبْتُ الخمرَ فـي حانوتِهـا،
صَهبـاءَ، صافيَـةً، كطَعـمِ الفُلفـلِ
يَسْعَـى علـيّ بِكأسِهـا مُتنطِّـف،
فَيَعُلُّنـي مِنهـا، ولـوْ لـم أنْـهَـلِ
إنّ الّـتـي نَاوَلْتَـنـي فَرَدَدْتُـهـا
قُتِلَـتْ، قُتِلْـتَ، فهاتِهـا لـم تُقتَـلِ
كِلْتاهُما حَلَـبُ العَصيـرِ فَعَاطِنـي
بِزُجـاجَـةٍ أرْخاهُـمـا للمِفْـصَـلِ
بِزُجاجَةٍ رَقَصَتْ بما فـي قَعْرِهـا،
رَقَصَ القَلـوصِ براكـبٍ مُستعجِـلِ
نَسَبي أصِيلٌ في الكرَامِ، ومِـذْوَدي
تَكْوي مَوَاسِمُـهُ جُنـوبَ المصْطَلـي
وَلَقَـدْ تُقلّدُنـا العَشِيـرَةُ أمْـرَهـا،
ونَسُـودُ يـوْمَ النّائبَـاتِ، ونَعتَـلـي
وَيَسُـودُ سَيّدُنـا جَحَاجِـحَ سـادَةً،
ويُصيِـبُ قائِلُنـا سَـوَاءَ المَفْـصِـلِ
وَنُحَـاوِلُ الأمْـرَ المُهِـمَّ خِطابُـهُ
فِيهِمْ، ونَفصِـلُ كـلَّ أمـرٍ مُعضِـل
وتَزُورُ أبْـوَابَ المُلـوكِ رِكابُنـا،
ومَتـى نُحَكَّـمْ فـي البَرِيّـةِ نَعْـدِلِ
وَفَتًى يُحِـبُّ الحَمـدَ يجعَـلُ مالَـهُ
مـن دونِ والـدِهِ، وإنْ لـم يُسـألِ
باكـرْتُ لَذَّتَـهُ، ومـا ماطَلْتُـهـا،
بِزُجاجَـةٍ مِـنْ خَيْـرِ كـرْمٍ أهْـدَلِ