الإسعافات الأوَّلية العناية الفورية التي تُقدَّم للمصاب فيحادث، أو مرض مفاجئ، أو أي طارئ طبي آخر. وبإمكان الإسعافات الأولية الملائمة إنقاذ حياة المصاب خاصة إذا كان ينزف بغزارة، أو توقف عن التنفس أو أصيب بالتسمم. والإسعافات الأولية يمكنها أن تمنع حدوث مشكلات طبية إضافية قد تنتج عن الإصابة بجرح أو مرض.
يجب أن يقوم بإجراء العلاج الطارئ الشخص الذي يتمتع بالمعرفة الجيدة في مجال الإسعافات الأولية ضمن الموجودين في مكان الحادث. ويجب أن يستمر العلاج حتى تتوافر للمصاب المساعدة الطبية المتخصصة. وتتضمن الإسعافات الأولية أيضًا إعادة الطمأنينة إلى المصاب، وتخفيف الآلام ونقل المصاب إلى مستشفى أو عيادة، إن كان ذلك ضروريًا.
تصف هذه المقالة بعض الأساليب الأساسية للإسعافات الأولية للطوارئ الطبية العامة. وقد تحدث طوارئ كهذه في المنزل، أو المدرسة أو في الطريق أو في مكان العمل. ويرسل الكثيرون من أصحاب العمل موظفيهم لتلقي دورات دراسية في الإسعافات الأولية، ليتعلموا كيفية القيام بالإسعافات الطارئة. ومن الممكن لمنظمات مثل الهلال الأحمر، توفير المعلومات عن التدريب على الإسعافات الأولية.
ومن الحكمة أن تحتفظ الأسر بصندوق الإسعافات الأولية بالمنزل، ويتعين حفظ الصندوق بعيدًا عن تناول الأطفال، إذ إن سوء استخدامه قد يؤذيهم.
القواعد العامة للإسعافات الأولية
ُقم بتحليل الموقف بسرعة، وقرر إن كان بإمكانك مساعدة المصاب. فإذا قررت معالجته فابدأ فوراً. ولكن إذا كنت مرتبكًا، أو غير واثق من نفسك فلا تحاول معالجته. وفي كثير من الحالات يسبب العلاج الخاطئ ضرراً أكبر من عدم تلقي العلاج. وللحصول على مساعدة متخصصة في الإسعاف الأولي اتصل هاتفياً بمستشفى، أوخدمات طبية عاجلة، أو فريق مكافحة الحريق أو الشرطة.
تشمل الخطوات العامة التي يجب اتخاذها في أي موقف يتطلب إسعافًا أوليًا الآتي: 1- اتصل هاتفياً بطبيب أو سيارة إسعاف بهدف المساعدة. 2- قدم عناية سريعة للمصاب في حادث يهدد حياته. 3- تحقق من إصابات المصاب. 4- عالج المصاب من الصدمة.
استدعاء المساعدة. أرسل شخصًا آخر ليتصل بطبيب، أو سيارة إسعاف، أو أي مساعدة أخرى خلال عنايتك بالمصاب. فإذا كنت بمفردك مع المصاب فيتعين عليك أن تقرر متى يمكنك أن تتركه بسلام، وتذهب لطلب المساعدة. عالج المصاب دائماً في أي حالة تهدد حياته قبل أن تذهب لطلب المساعدة.
عند اتصالك هاتفيًا طلبًا للمساعدة، كن مستعدًا لتصف طبيعة إصابة أو مرض المصاب، وخطوات الإسعاف الأولي التي اتخذتها، والموقع المحدد الذي يوجد به المصاب. كن مستعدًا أيضًا لكتابة أية إرشادات، قد يمليها عليك الطبيب. أعد قراءة الإرشادات واستفسر عن التعليمات التي لا تفهمها.
لا بد من قائمة بأرقام هواتف الطوارئ في كل منزل مثبتة على الهاتف أو بالقرب منه. فإذا لم تتوافر هذه الأرقام فبإمكان عامل مركز الهاتف مساعدتك في الاتصال بخدمات الطوارئ الملائمة.
توفير العناية السريعة. هنالك طوارئ طبية معينة، تتطلب عناية مباشرة لإنقاذ حياة المصاب. فإذا أصيب الشخص بنزف شديد أو تسمم أو قصور تنفس، يجب البدء بعلاجه فورًا. وقد يكون التأخير مميتًا في هذه الحالات، وتتناول الموضوعات في الفصول الخاصة بالإسعافات الأولية للنزف، ومعالجة الإصابة بالتسمم والقصور التنفسي معالجة تلك الحالات الطارئة.
لا تحرك مصابًا قد تكون إصابته كسرًا في العظم، أو جُرحًا داخليًا في العنق، أو العمود الفقري إلا إذا دعت الضرورة لتجنب الإصابة بمزيد من الكسور. فإذا كان المصاب مستلقيًا، فعليك إبقاؤه في ذلك الوضع، ولا تسمح له بالوقوف والتجول. ولا تقدم أكلاً ولا شراباً لمصاب قد يكون بحاجة للتدخل الجراحي. وإذا كان المصاب فاقدًا الوعي فأدر الرأس إلى جانب واحد لتجنب إصابته بالاختناق بالدم أو اللعاب أو القيء. ولكن لا تحرك رأس مريض قد يكون مصاباً بكسر في العنق أو العمود الفقري. ولا تصب سائلاً على الإطلاق داخل فم المصاب فاقد الوعي، تأكد من أن لدى المصاب منفذاً للهواء. ويضم منفذ الهواء الأنف والفم والجزء العلوي من الحنجرة. يجب أن تبقى هذه الممرات مفتوحة، ليتمكن المصاب من التنفس. وللحصول على معلومات تتعلق بالمحافظة على منفذ الهواء مفتوحًا، انظر الجزء المتعلق بإعطاء التنفس الاصطناعي من هذه المقالة.
فحص المصاب. يجب فحص المصاب بهدف تحري الإصابات فقط، بعد معالجته من أية إصابات طارئة تهدد حياته، ثم عالج الإصابات المنفردة. قد يعاني المصاب داء السكري أو مشكلة في القلب أو داء آخر قد يسبب مرضًا فجائياً. وكثير من المرضى الذين يعانون مشكلات طبية كهذه يحملون بطاقات طبية تحمل قائمة بالتعليمات الخاصة بالعناية بالمريض والتي يجب اتباعها بدقة. ومن المهم اطلاع طاقم سيارة الإسعاف، أو طبيب الإسعافات الطارئة على أي معلومات كتلك التي وجدت بحوزة المصاب.
اجعل المصاب مستريحًا وحرِّكه بأقل قدر ممكن، وإذا دعت الضرورة فظلِّل المصاب أو غطِّه بهدف تجنب البرد. أرخ ملابس المصاب ولكن لا تنزع حزامه؛ لأن الضغط الناجم عن ذلك قد يتلف العمود الفقري المصاب.
كن هادئاً وطمئن المصاب واشرح له ما حدث وما تم إجراؤه. واطلب من المنتشرين في مكان الحادث الابتعاد.
علاج الصدمة. تحدث الإصابة بالصدمة نتيجة لقصور في الدورة الدموية في الجسم، وقد تكون الصدمة ناجمة عن الإصابة بجرح خطير أو مرض، إذ تحدث الصدمة غالبًا عند الإصابة بجرح، يتسبب في فقدان كمية من الدم، وعند احتمال الإصابة بنوبة قلبية أو أثناء الإصابة بالتهاب جرثومي شديد. عند الإصابة بالصدمة يفشل الدم في توصيل الأكسجين والغذاء بكميات كافية إلى الدماغ والأعضاء الأخرى. وتسبب أغلب أنواع الصدمة الخطرة وفاة المصاب.
قد يبدو المصاب بالصدمة خائفًا ومصاباً بالدوار ومرتبكًا وضعيفًا، ويشعر بعطش شديد. كما أن الجلد قد يبدو شاحبًا وباردًا ورطبًا، ويكون النبض سريعًا، والتنفس سريعًا وخافتًا أو عميقًا وغير منتظم. ومن الأفضل أن يتلقى المصاب بجرح خطير علاج الصدمة حتى في حالة عدم وجود هذه العلامات، وسيساعد العلاج على تجنب الإصابة بالصدمة.
لكي تعالج الصدمة ضع المصاب مستلقياً على ظهره مع رفع الساقين إلى أعلى قليلاً، فإذا وجد المصاب صعوبة في التنفس وهو على هذا الوضع، فضعه في موضع نصف جالس نصف مُسْتَلْقٍ. وضع بطانيات فوق جسم المصاب وتحته بهدف تدفئته.