علمي أبناءك سنن العيد
إن كانوا صغاراً أم كباراً لن يتعلموا إلا منك كيف يطبقون سنن العيد وما يجب عليهم فعله عندما يحل العيد مشرقاً في نفوس من صاموا خير صيام، واجتهدوا في القيام.
ماذا أخبرهم عن سنن العيد وآدابه؟
1- علميهم أن عليهم التكبير يوم العيد ابتداء من دخول ليلة العيد وحتى خروج الإمام قال الله تعالى }وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{
2- أخبريهم أن صيغة التكبير الثابتة عن الصحابة: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ) و ( الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر ولله الحمد ) .
3- إحرصي على أن يغتسل أبناءك وبناتك لصلاة العيد وألبسيهم أحسن الثياب، فمن السنة أن يلبس أحسن الثياب في العيد كما ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يلبس أحسن الثياب في العيدين.
4- أعدي لهم الفطور قبل الخروج من المنزل للذهاب إلى صلاة العيد والأفضل أن يكون على تمرات، إذ يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات وتراً ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال: { كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً } و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم َلا يَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وََلا يَطْعَمُ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن الحكمة في الأكل قبل الصلاة أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلى العيد. وقيل: لما وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة إلى امتثال أمر الله تعالى ... والحكمة في استحباب التمر لما في الحلو من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم ... هذا كله في حق من يقدر على ذلك، وإلا فينبغي أن يفطر ولو على الماء ليحصل له شبه من الإتباع.
5- علمي أبناءك أن يجهروا في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد، وأن ترددها بناتك في نفسها، إذ يسن التكبير والجهر به - ويُسر به النساء - يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى، لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: { أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى } وعن نافع: ( أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره )
مع تنبيهم أن التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم تثبت عن النبي ولا عن أصحابه، والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
6- أعدي أبناءك وبناتك لحضور صلاة العيد حتى الحائض منهم، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: { أُمرنا أن نَخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الخدور - أي المرأة التي لم تتزوج - فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم }، وعن ابن عباس عند ابن ماجه: (أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم كان يخرج بناته ونساءه في العيدين)
7- علميهم كيف يصلونها قبل الذهاب بهم لتأديتها حيث تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفعاها بلا أذان ولا إقامة،
فعن وعن ابن عباس رضي الله عنهما: { أن رسول الله صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة }، وهي ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات، فعن عائشة رضي الله عنها: { أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً }.
ويسن أن يقرأ الإمام فيهما جهراً سورة ( الأعلى ) و ( الغاشية ) أو سورة ( ق ) و ( القمر ). وتكون الخطبة بعد الصلاة، فعن النعمان بن بشير أن رسول الله كان يقرأ في العيدين بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ
وعن عبيد الله بن عبد الله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: { كان يقرأ فيهما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ } [رواه مسلم].
وأن السنة لمن أتى المصلى ألا يصلى ويجلس يكبر حتى يخرج الإمام، فعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: (خرج النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم يوم عيد فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما.وعن ابن عمر رضي اللَّه عنه: (أنه خرج يوم عيد فلم يصل قبلها ولا بعدها وذكر أن النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم فعله).
رواه أحمد والترمذي وصححه. وللبخاري عن ابن عباس أنه كره الصلاة قبل العيد...وفي هذه الأحاديث دليل على كراهة الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها.. قال الزهري: لم أسمع أحداً من علمائنا يذكر أن أحداً من سلف هذه الأمة كان يصلي قبل تلك الصلاة ولا بعدها.
وفي الحديث :" أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل العيد شيئا فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين".
8- أحرصي على أن تأتي بأولادك مع زوجك ماشية لاستحباب إتيان مصلى العيد ماشيا، ففي الحديث عن ابن عمر عند ابن ماجه قال: (كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم يخرج إلى العيد ماشياً ويرجع ماشياً)
9- أذهبي معهم ووالدهم من طريق إلى المصلى وعودوا من طريق آخر، إذ يسن الذهاب إلى الصلاة من طريق و الرجوع من طريق آخر، لحديث جابر قال: { كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق }..
وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: (كان النبي صلى اللَّه عليه وآله وسلم إذا خرج إلى العيد يرجع في غير الطريق الذي خرج فيه).
10- دعيهم يستمعون إلى الخطبة التي تلقى بعد صلاة العيد .
11- علميهم تهنئة العيد فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك
12- علميهم التنفل بعد صلاة العيد، إذ من من السنة أن يصلي ركعتين بعد صلاة العيد في بيته، كما ثبت في سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي قبل العيد شيئا فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين.
13- أخيراً احذري من الوقوع في المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس بعد إنقضاء رمضان ودخول العيد من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال. وقضاء الإجازة على شواطئ أو منتزهات ا تظهر فيها المنكرات، وتذكري انك مسؤولة عن أسرتك فأمضي بها نحو الطريق الصحيح، ليهديك الله بإذنه تعالى الصراط المستقيم.